قصة حقيقية: سيدة تجاوزت الإعاقة عبر تأسيس أسرة!
إن مرافقة طفلك الذي يكافح من أجل إيجاد معنى للحياة بسبب إعاقته العقلية والجسدية هي بمثابة عمل توازن دقيق بين الدعم والمساندة وبين تركه يعيش حياته الخاصة. جئنا إليكم هذه المرة بشهادة لسيدة من ألمانيا، في هذه الشهادة، تشارك هذه السيدة وابنتها معاً عملية أفكارهما الباطنة التي مرّتا بها عندما قررت الابنة، بعد سنوات من معاناتها من الاكتئاب ومحاولتين انتحاريتين والإعاقة الجسدية الناتجة عنهما، أن تبدأ عائلة.
أفكار الأم:
بعد محاولة ابنتي الانتحارية الأولى، أصبحت مصابة بشلل نصفي وتحتاج إلى كرسي متحرك. وبفضل العديد من ساعات العلاج والتمارين، تمكنت أخيرًا من تدريب نفسها على الاستغناء عن الكرسي المتحرك بشكل شبه كامل، ولم تتأثر قدرتها العقلية. كان هذا انتصارًا كبيرًا في حياتها، حيث انفتحت أمامها فرص جديدة في العالم من جديد. كنت أشهد كيف أصبحت ابنتي أكثر تفاؤلاً وإيجابية عندما تفكر في مستقبلها، وفي إمكانية الحصول على مهنة، أو شريك طويل الأمد، وربما حتى تكوين عائلة. لذلك، عندما شاركتني ابنتي أفكارها حول إمكانية بدء عائلة، كنت سعيدة للغاية. كنت أثق في قدرتها على اتخاذ قرار كبير كهذا بنفسها (مع شريكها)، وأنها قادرة على تحمل المسؤوليات التي تأتي معه.
أفكار الابنة:
قبل الحادث لم يكن لدي طفل أو عائلة خاصة بي. كان هناك الكثير من الأمور التي تجري في حياتي: الدراسة، العمل، الانتقال للعيش مع رفيقات في السكن، وما إلى ذلك… بالنسبة لي ولأصدقائي وزملائي، كانت فكرة إنجاب الأطفال بعيدة جدًا. لكن بعد الحادثة الأولى، خلال فترة إعادة التأهيل، أصبح لدي رغبة قوية فجأة في إنجاب طفل. فكرة أن يكون لدي كائن صغير من لحمي ودمي، أهتم به وأبني معه علاقة وثيقة، كانت هذه الفكرة تشعرني بارتياح كبير جدا.
في ذلك الوقت، لم يكن الوقت مناسبًا لبدء عائلة. كان ذلك خلال فترة إعادة التأهيل بعد الحادث مباشرة، استغرقني الأمر أربع سنوات لألتقي بزوجي الحالي وأتخذ القرار معه. في تلك السنوات، نمت رغبتي في إنجاب طفل بداخلي، وكنت متأكدة جدًا من أن ذلك كان القرار الصائب، وشعرت بأنني قادرة تمامًا على اتخاذ هذه الخطوة.
بعد أربع سنوات من الحادث، أنجبت ابننا الجميل، صامويل. إنه يمنحني القوة والفرح، وأشعر بأنني أعيش في عالم جديد تمامًا. ابتسامته وعيناه المعبرتان، وكل العناق الذي يمنحني إياه وكيف يتعلم كل يوم، كل شيء فيه يثري حياتي. بالطبع، هناك لحظات صعبة مع الألم والدموع، كما أنه يتطلب الكثير من الاهتمام، وأحيانًا أحتاج إلى فقط إلى النوم جيدا، لكن ابني يستحق العناء وأكثر.
الآن، مع وجود صمويل، أشعر بأن هويتي كلها قد تجددت. أشعر بالقوة والعزيمة لأكون بجانبه، على الرغم من إعاقتي الجسدية. أختبر الأمومة كأساس جديد وقوي أحس أنه دائم، لا يمكن لأحد أن يسلبه مني.
أنا متحمسة لأن يرى ابني الحياة ويقوم بالأشياء التي لا أستطيع القيام بها بعد الآن، مثل القفز، والجري، والمشي لمسافات طويلة، والتزلج، وركوب الدراجة. كان التواجد في الهواء الطلق والنشاط البدني هو الأمر الأكثر أهمية في حياتي قبل الحادث. يمتلئ قلبي بالفرح لرؤية دمي ولحمي الآن في الخارج، بساقيه القويتين والصحيتين تحمله أينما يريد أن يذهب. وبسببه، أنا أحس أنني تجاوز إعاقتي وتغلبت عليها.
صورة الإبنة والحفيد، وفي نفس الوقت الأم وإبنها. (Photo: Beatrice Nowak)
آمل أن يشعر الناس بالتشجيع والإلهام من قصتنا. أتمنى أن لا تستسلموا للحياة وتتغاضو عن الفرص والإمكانات التي تعرضها. فالإيمان العميق بأن الأمور ستسير على ما يرام هو كل ما تحتاجه للاستمرار والتغلب على الأيام السيئة في سبيل الأيام الجيدة.